هل سألت نفسك من قبل أين تذهب الروح عند النوم؟
سنبدأ بقول الله عز وجل في كتابه العزيز فيما معناه انه يتوفى الأنفس عند النوم وفى هذه الآية دليل أكثر وضوحا على أن النوم هو وفاة وان الروح تقبض عند النوم ولذلك يسمى النوم بالوفاة الصغرى لما فيه من الشبه بالموت الوفاة الكبرى فالنائم لا يشعر بمن حوله ولا يحس بهم كما انه يرى أشياء لا يراها حال اليقظة وقال ابن كثير في تفسيره لأية الزمر فيه دلاله على أنها تجتمع في الملأ الأعلى كما ورد في الحديث المرفوع الذي رواه ابن منده وغيره لكن ليس في الآيتين تصريح بمستقر هذه الروح ولا أين تذهب حين تقبض وقد ورد ذلك في أحاديث وأثار في إسنادها مقال من ذالك عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال لقي عمر بن الخطاب على بن أبى طالب رضي الله عنه فقال له فيما معناه أن الرجل يرى الرؤيا فمنها ما تصدق ومنها ما قد تكذب قال نعم سمعت الرسول يقول ما من عبد ولا أمه ينام فيمتلئ نوما إلا عرج بروحه إلى العرش فالذي لا يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التي تصدق والذي يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التي تكذب عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن الأرواح تعرج في منامها إلى السماء فتؤمر أن تسجد عند العرش فمن كان طاهر فانه سجد عند العرش ومن ليس بطاهر يسجد بعيد عن العرش يقول الباحث في بداية بحثه إننا نعيش في الدنيا في عالمين العالم الأول يدعى بعالم الملك وهو عالم الحواس الخمسة حيث نملك في هذا العالم كل ما هو أن نري ونسمع ونتذوق ونلمس ونشعر أما العالم الثاني هو أكثر الذي هو أكثر قدره وإحساسا فهو عالم الملكوت أثناء نومه ولهذا الإعجاز في الحديث النبوي الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا وربما الانتباه الذي يقصده رسول الله هو أن الإنسان إذا نام فانه ينتقل من عالم الملك إلى عالم الملكوت فتصير روحه منطلقه جزئيا وليس كليا فإذا مات فان روحه تنطلق أكثر .